أركان الدعوة
إلى الله تعالى :
لا يكون
الداعية حكيماً في دعوته إلى الله – تعالى – إلا بفقه وإتقان ركائز الدعوة وأسسها
التي تقوم عليها ، حتى يسير في دعوته على بصيرة ، ولا شك أن فهم هذه الأركان يدخل
في قوله تعالى {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ
أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
، فلا بد من معرفة الداعية لما يدعو إليه ، ومن هو الداعي ، وما هي الصفات والآداب
التي ينبغي أن تتوفر في الداعية ؟ ومن هو المدعو ، وما هي الوسائل والأساليب التي تستخدم
في نشر الدعوة وتبليغها ؟ هذه هي أركان الدعوة : الموضوع، والداعي، والمدعو ،
والأساليب والوسائل .
المسلك الأول : موضوع الدعوة ( ما يدعو اليه
الداعية ) .
موضوع الدعوة
: هو دين الإسلام {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي
الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
.
وهذا ما فصله حديث جبريل في ذكر أركان
الإسلام : " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ،
وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً
" ، وأركان الإيمان : " أن تؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ، ورسله ،
واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره " والإحسان : " أن تعبد الله
كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
.
ولا شك أن الإسلام اختص بخصائص عظيمة
منها :
1. الإسلام
من عند الله تعالى .
2. شامل
لجميع نظم الحياة وسلوك الإنسان ، ومن هذه النظم :
نظام الأخلاق ، ونظام المجتمع ، والإفتاء ، والحسبة ،
والحكم ، والاقتصاد ، والجهاد ونظام
الجريمة والعقاب ، وذلك كله قائم على الرحمة ، والعدل ، والإحسان .
3. عام
لجميع البشرية في كل زمان ومكان : {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ
اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
4. وهو
من حيث الجزاء : الثواب والعقاب الذي يصيب متبعه أو مخالفه – ذو جزاء أخروي
بالإضافة إلى جزائه الدنيوي إلا ما خصه الدليل .
5. والإسلام
يحرص على إبلاغ الناس أعلى مستوى ممكن من الكمال الإنساني : وهذه مثالية الإسلام ،
ولكنه لا يغفل عن طبيعة الإنسان وواقعه ، وهذه هي واقعية الإسلام .
6. الإسلام
وسط : في عقائده وعباداته وأخلاقه وأنظمته ، قال تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ
أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ
شَهِيداً} [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
.
كما يلزم الداعية فهم مقاصد الإسلام
التي دلت عليها الشريعة الإسلامية وهي تحقيق مصالح العباد ودرء المفاسد والأضرار
عنهم في العاجل والآجل ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : (إن الشريعة
الإسلامية جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها ، وتعطيل المفاسد وتقليلها) [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
.
وبالجملة فإن الشريعة الإسلامية مدارها
على ثلاث مصالح :
المصلحة الأولى
: درء المفاسد عن ستة أشياء ، الدين ، والنفس ، والعقل ، والنسب ، والعرض ، والمال
.
المصلحة الثانية
: جلب المصالح : فقد فتح القرآن الأبواب لجلب المصالح في جميع الميادين وسد كل
ذريعة تؤدي إلى الضرر .
المصلحة الثالثة
: الجري على مكار الأخلاق ومحاسن العادات ، فالقرآن حل جميع المشاكل العالمية التي
عجز عنها البشر ولم يترك جانباً من الجوانب التي يحتاجها البشر في الدنيا والآخرة
إلا وضع لها القواعد ، وهدى إليها بأقوم الطرق وأعدلها [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
.
فالداعية الحكيم هو الذي يدعو إلى ما
تقدم من أركان الإسلام وأصول الإيمان ، والإحسان ، ويبين للناس جميع ما جاء في
القرآن والسنة : من العقائد ، والعبادات ، والمعاملات ، والأخلاق ، بالتفصيل
والشرح والتوضيح [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
.
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]1 سورة يوسف الآية 108 .
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]2 سورة آل عمران الآية 19 .
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]3 سورة آل عمران الآية 85 .
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]4 مسلم ، كتاب الإيمان ، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان 1/39
.
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]1 سورة الاعراف الآية 158 .
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]2 سورة البقرة الآية 143 .
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]3 انظر : منهاج السنة النبوية 1/147 .
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]1) انظر : أضواء البيان للشنقيطي 30/409-457 .
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]2) انظر : فتاوي سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز 1/342 ،
وأصول الدعوة ، لعبد الكريم زيدان ص 7-293 ، والدعوة إلى الله ، للدكتور توفيق
الواعي ص 81 .
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]1 سورة الاعراف الآية 158 .
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]2 سورة البقرة الآية 143 .
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]3 انظر : منهاج السنة النبوية 1/147 .
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]1) انظر : أضواء البيان للشنقيطي 30/409-457 .
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]2) انظر : فتاوي سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز 1/342 ،
وأصول الدعوة ، لعبد الكريم زيدان ص 7-293 ، والدعوة إلى الله ، للدكتور توفيق
الواعي ص 81 .